للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحتج سيبويه لهذا بعدم تصرفها، وعدم التصرف إنما يوجد في الظرف، وفي المصادر، وفي الأسماء المبهمة.

كما احتج البصريون لملازمة "سوى"النصب على الظرفيةِ بأنها صفة ظرف في الأصل، والأولى في صفات الظروف إذا حذفت موصوفاتها النصب.

وذهب الكوفيون إلى أن "سوى"ترد بالوجهين، فتكون اسماً كـ"غير"وتكون ظرفاً، فليس خروجها عن الظرفية، مقصوراً على الضرورة الشعرية.

وذهب الزجاجي (٣٤٠هـ) وابن مالك إلى أن "سوى"كـ"غير"تصرفاً ومعنى، فيقال: "جاءني سواك"بالرفع على الفاعلية، و"رأيت سواك" بالنصب على المفعولية، و"ما جاءني أحد سواك"بالنصب والرفع.

كما ذهب إلى هذا أيضاً ابن الناظم ورجحه ابن هشام.

وأورد ابن مالك في شرح التسهيل، وشرح الكافية الشافية طائفةً من الشواهد النثرية، والشعرية الدالة على تصرفها.

وذهب الرماني والعكبري إلى أن "سوى"تستعمل ظرفاً غالباً وكـ"غير"قليلاً، وإلى هذا ذهب المرادي وابن هشام، ورجحه الأشموني (١) (٩٠٠هـ) .

وقد استعملها ابن مالك غير ظرف في باب "العلم"حيث قال:

واسماً أتى وكنيةً ولقبا

وأخرن ذا إن سواه صحبا (٢)

فـ"سواه"مفعول به مقدم لـ"صحب".

كما استعملها غير ظرف في باب "اسم الإشارة" إذ قال:

وذانِ تانِ للمثنى المرتفع

وفي سواه ذَيْنِ تَيْنِ اذكر تَطع

حيث جرّ "سوى"، لأنها عنده متصرفة.


(١) انظر: شرح الأشموني ٢/١٦٠.
(٢) الألفية ص ١٣.