تبوَّأ الإمام مسلم مكانة علمية مرموقةً في علم الحديث، وترسَّخت هذه المكانة بعد تأليفه كتابه الصحيح، فحرص أهلُ العلم على التتلمذ عليه والسماع منه، ولذلك كثر الآخذون عنه، وقد ذكر المزي، والذهبي، في ترجمته خمساً وثلاثين من تلاميذه، وزاد عليهما الباحث مشهور حسن سلمان خمسة عشر آخرين، وهو أوفى مَن ذكر تلاميذه - فيما رأيتُ -، وإن كان هذا العدد لا يُمثِّل حقيقة مَن سمع من الإمام مسلم، فهم أكثر من هذا بكثير.
أمَّا فيما يتعلَّق برواة صحيحه الذين سمعوه منه، ونقلوه للناس، فهم أقلُّ من
ذلك، بدليل أنَّ الضياء المقدسي المتوفى سنة (٦٤٣هـ) حينما ألَّف جزءاً في الرواة عن مسلم الذي وقعوا له، لم يزد على عشرة، وربَّما لأنَّه التزم أن يورد في ترجمة كلِّ راوٍ حديثاً بالإسناد المتصل منه إلى هذا الراوي عن مسلم، وهؤلاء هم على ترتيبهم في كتابه:
١ ـ أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري المعروف بابن الشرقي (ت٣٢٥هـ) .
٢ ـ أحمد بن علي بن الحسن النيسابوري، ابن حسنويه المقرئ المعمِّر (ت٣٥٠هـ) .
٣ ـ أحمد بن حمدون الأعمشي النيسابوري (ت٣٢١هـ) .
٤ ـ إبراهيم بن محمد بن سفيان - موضوع البحث -.
٥ ـ عبد الله بن محمد بن ياسين الدوري (ت٣٠٢هـ) .
٦ ـ محمد بن عبد الرحمن السرخسي الدغولي (ت٣٢٥هـ) ، وهو شيخ ابن حبان، وقد روى في صحيحه حديثاً واحداً لمسلم من طريقه.
٧ ـ محمد بن عيسى الترمذي، صاحب الجامع (ت٢٧٩هـ) .
٨ ـ محمد بن مخلد بن حفص الدوري (ت٣٣١هـ) .
٩ ـ مكي بن عبدان بن محمد النيسابوري (ت٣٢٥هـ) .
١٠ ـ يعقوب بن أبي إسحاق، أبو عوانة الاسفراييني (ت٣١٦هـ) .
يُضاف إليهم القلانسي راوي رواية المغاربة عن مسلم، وسيأتي الكلام عليها قريباً.