من أجل هذا طالب الإسلام أولى الأمر: حكاما وآباء ومربين أن يدرسوا بعقل الفاحص المدقق، حياة أممهم، ومظاهر شبابها، وخاصة الجيل الصاعد من الأبناء والبنات، لأن أولياء الأمور، هم الأمناء على مستقبل الأمة، وهم القوامون على شؤونها والمسئولون عن توجيهها، كل في دائرة اختصاصه، والشعب أمانة بين أيديهم، وهم رعاته استرعاهم الله إياه، فناظر ماذا يفعلون:"إن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع ", "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... الحديث "
إن صبيان اليوم وشباب الساعة، هم رجال المستقبل القريب وزعماؤه، وآباؤه وموجهوه، فإن نشئوا على العقيدة الصحيحة، والأمانة الحقة، وعلى الاعتزاز بالدين، وعلى حب الأمة، وعلى النظر للأمور والمشاكل بعين التعقل والروية، وحسبان العواقب، لا بعين العاطفة الهائجة، والرغبة الثائرة، فسيقودون الأمة إلى العزة والكرامة، وإن ألمت بها الخطوب، وأحاطت بها الأمواج، أخذوا بيدها إلى بر السلامة وشاطئ الأمان.