قلت: غضبه لذلك صحيح, كيف لا، وأستاذه الرافعي عليه الرضوان ما تجرأ الكاتبون على الإسلام وتاريخه مسخا وتشويها إلا بعد أن علاه التراب..
وفي صفحة ٥٣ يعزو المؤلف ضعف قصص العريان التاريخية.. إلى عدم اتصاله بالآداب والعلوم الإنسانية اتصالا مباشرا , وهذه - في نظري - مغالطة صريحة ومكشوفة من الكاتب، ومفادها: أن السبب الذي حمل العريان وأستاذه الرافعي على الأصالة الأدبية العربية الحقة، إنما هو الجهل باللغات الأوروبية.
وما كان من نقص يلحقهما في هذه السبيل إنما هو عائد إلى ما ذكره من جهلهما باللغات الأوروبية.
وإذا كان ذلك كذلك فلماذا أجاد مصطفى لطفي المنفلوطي [١] ، وحافظ إبراهيم في هذا المجال مع جهلهما باللغات الأوروبية.
وإذا كانت معرفة اللغات الأوروبية هي التي تحول بين المرء وبين الأصالة الأدبية فلماذا أجاد شكيب أرسلان في هذا المجال حتى استحق بجدارة لقب: أمير البيان العربي.
ولعل خير ما أختم به كلمتي هذه أسطر كتبها العريان في ترجمة أستاذه وصديقه الرافعي نقلها المؤلف وأوردها في صفحة ٩٢ من كتابه لتكون ردا على من يحاولون النيل من الأدب العربي القديم ممثلا في الصفوة المباركة من وعاته، قال رحمه الله:
"في الأدب العربي القديم نوايات كثيرة لم يتنبه لها الذين يدعون إلى العناية بأدب القصة في العربية، ولو قد تنبهوا لوجدوا معينا لا ينضب كان حريا بأن يمدهم بالمدد بعد المدد لينشئوا في العربية فنا جديدا من غير أن يقطعوا الصلة بين ماضينا وحاضرنا في التاريخ الأدبي. وبمثل هذا تحيا الآداب العربية وتتجدد، وإلى مثل هذا ينبغي أن تكون دعوة المجددين، لا إلى الاستعارة والاستجداد من أدب الغرب، والجري في غبار كتابه وشعرائه".
غزة.. الصامدة!
"ودحر الشباب الفلسطيني المجاهد في غزة جموع الغاصبين وبنت جثث الأبرار منهم صرحا لا ننساه عنوانا على تضحية الشهداء وغدر الدخلاء".