وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقدم أصحابه في الجهاد في سبيل الله وقد شج وجهه وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم يوم أحد. وفي غزوة حنين ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم الكثير ممن معه ففي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رجلا قال له:"يا أبا عمارة أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إن هوازن كانوا قوماً رماة فلما لقيناهم وحملنا عليهم انهزموا فأقبل الناس فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا سفيان بن الحارث آخذ في لجام بغلته البيضاء وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب".
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره بعد سياق هذا الحديث:"قلت وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة أنه في مثل هذا اليوم في حومة الوعي وقد انكشف عنه جيشه وهو مع هذا على بغلة وليست سريعة الجري ولا تصلح لفر ولا كر ولا هرب وهو مع هذا يركضها إلى وجوههم وينوه باسمه ليعرفه من لم يعرفه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين وما هذا كله إلا ثقة بالله وتوكلا عليه وعلما منه بأنه سينصره ويتم ما أرسله به ويظهر دينه على سائر الأديان".
٧ – حقه صلى الله عليه وسلم على أمته وحق أمته عليه:
ولعل أن أختم هذه المحاضرة المشتملة على نماذج من أخلاقه صلى الله عليه وسلم بالإشارة إلى مجمل حقه على أمته وحق أمته عليه صلى الله عليه وسلم فأقول: