للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما إمامة اللحان ويسميه الفقهاء (أُمِّيّاً) .

وهو الذي لا يحسن قراءة مالا تصح الصلاة إلا به من القرآن فلا خلاف في كراهة إمامته، ولا ينبغي له أن يؤم الناس والصحيح من أقوال أهل العلم بطلان الاقتداء به، وفساد الصلاة خلفه.

وهذا مذهب أبي حنيفة، ومالك، وأحمد، والأصح من مذهبي الشافعي وقال به أبو ثور، وابن المنذر، واختاره المزني.

وهو مذهب عطاء، وقتادة من التابعين (١) .

وقيل: تفسد صلاة القارئ خلف الأمّي، وتصح صلاة من كان مثله.

قال في النشر: ولهذا أجمع من نعلمه من العلماء على أنه لا تصح صلاة قارئ خلف أُمّي وهو من لا يحسن القراءة (٢) .

وهذا آخر ما تيسر جمعه في هذا البحث، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... آمين.

الخاتمة

إنه لجدير بكل مسلم يجل كتاب ربه ويعظمه أن يصونه عن اللحن والتحريف، ويكون لسانه رطباً به في كل وقت وحين، وفق الكيفية التي أمر الله أن يتلى بها وحض عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، وتناقلتها الأمة جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلينا محاطة بالرعاية، متصلة بالأسانيد.

فمتى ما قرئ القرآن مجوداً مصححاً كما أنزل تلذذت الأسماع بتلاوته، وخشعت القلوب عند قراءته ولو لم يكن القارئ من أصحاب المقامات والتطريب، ومتى اختلت موازين الحروف لم يقم النغم والتطريب مقامها، بل لا يحسن الصوت حقيقة مع الإخلال بشيء من قواعد التجويد والتلاوة.

فحسن الصوت شيء زائد عن أحكام التلاوة وقواعدها وهبة من الله لمن شاء من خلقه وهو حسن بشروطه وليس هذا محل بحثه.


(١) المغني لابن قدامة: ٣/٣٢.
المجموع شرح المهذب: ٤/٢٦٩.
(٢) النشر: ١/٢١١. المغني لابن قدامة: ٣/٢٩.