٩ - مكانة الإمام أبي إسحاق الشاطبي في علوم القرآن الكريم وتفسيره: الإمام أبو إسحاق الشاطبي برزت مواهبه في أكثر من جانب من جوانب البحث العلمي، فهو فقيه، وأصولي، وعالم بمقالات الإسلاميين، ونحوي بارع، وما من فنّ من هذه الفنون، إلا وله فيه مؤلف يشهد بإمامته، عليه رحمة الله تعالى.
والإمام أبو إسحاق الشاطبي ليس باحثا تقليديا يعيد ما سبق إليه الأوائل، بل هو باحث مجدد ابتكر وأضاف.
إلا أن كتابات هذا الإمام لم يكن شيء منها في علوم القرآن، أو في تفسيره، في حدّ علمي، وأعني أنه لم يخص ذلك بمؤلف خاص.
وإنما تعرض لجانب التفسير وعلوم القرآن من خلال مؤلفاته فجاء في هذا الجانب بفوائد قد لا توجد عند المتخصصين، الذين وهبوا حياتهم لكتاب الله بحثًا في علومه وتفسيره.
ولأجل هذه المباحث القيمة - في علوم القرآن وتفسيره - وصفه علماء التراجم بالإمامة في ذلك، فقال أحمد بابا التنبكتي: "له القدم الراسخ والإمامة العظمى في الفنون فقه-اوأصولاً وتفسيرًا وحديثا، وعربية وغيرها".
ووصفه محمد مخلوف بالفقيه الأصولي، المفسر المحدث.
وكذا قال عنه عمر رضا كحالة.
واستفاد من أبي إسحاق طائفةٌ من الباحثين المتأخرين في تفسير القرآن وعلومه، وهذه شهادة لأبي إسحاق بمعرفته بهذا العلم الجليل. ومن هؤلاء الباحثين:
الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي، في كتابه "بحوث في أصول التفسير ومناهجه".
والدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، في كتابه "تفسير سورة العصر".
والدكتور خالد بن عثمان السبت، في كتابه "قواعد التفسير جمعا ودراسة".
والأستاذ مصطفى إبراهيم المشني، في كتابه "مدرسة التفسير في الأندلس".
والدكتور عبد الوهاب فايد، في كتابه "منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم".
والدكتور محمد حسين الذهبي، في كتابه "التفسير والمفسرون".
والدكتور محمد أشرف الملباري، في تحقيق "نواسخ القرآن"لابن الجوزي.