للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا كله نتيجة اختلال التوازن بين متطلبات الإنسانية من ثقافة متوازنة الجانبين: "الروح والمادة".

ولقد شاهد العالم نتيجة الفلسفة المادية والانطلاق من قيود الحرية: شيوعية حمراء ورأسمالية نكراء, التقتا في تسابق ذري مهلك.

أما الإسلام فلم يفصل بين أجزاء الكائن المرتبطة ولم يغفل عوامل الفطرة فزاوج بين جسمه وروحه وعقله وملذاته, فأعطى كل جانب حقه, فساير كل منهما الآخر من غير تقصير ولا طغيان من جانب آخر, وقد تقدم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون, فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .

فأوجد أمة متماسكة كالبنيان المرصوص, كان قادتها هم قادة الدنيا, وساستها ساسة العالم وعلماؤها هم علماء الدين والدنيا, خلفت حضارة أنارت العلم شرقا وغربا.

وتلك آثار حضارتهم في الطب والهندسة والعمران بل والجغرافيا والصناعة كانت أساسا لحضارة الغربيين جميعا.

فقد وصلوا في القرن الرابع الهجري في ميدان الطب إلى الكشف بالتحليل واستخدام البنج, وكانوا أول من نظم الصيدلية وتوسع فيها وظهر فيهم التخصص في الطب, وقد اكتشفوا بعض العناصر الكيماوية كالبوتاس والنشادر ونترات الفضة كما استعملوا الترشيح والتقطير والبلورة وقد عرفوا المستشفيات, فقد بنى الوليد بن عبد الملك (المارستان) وعددا من الدور للمرضى, وجعل فيها أطباء وأجرى عليها النفقات والأرزاق, وقد كان ابن الهيثم الحسن أبو علي عنوانا على رجال العلم المدني والإنشاء والابتكار في القرن الرابع الهجري, فقد درس نواحي الضوء كانعكاسه وانعطافه ... إلخ.

وعبد الله البتاني في الفلك والرياضيات.