ثم ذكر أبو إسحاق القسم الثاني بقوله:"وقسم هو مأخوذٌ من جملته من حيث هو كلام لا من حيث هو خطاب بأمر أو نهي أو غيرهما، بل من جهة ما هو هو، وذلك ما فيه من دلالة النبوة، وهو كونه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا المعنى ليس مأخوذًا من تفاصيل القرآن كما تؤخذ منه الأحكام الشرعية، إذ لم تنص آياته وسوره على ذلك مثل نصها على الأحكام بالأمر والنهي وغيرهما، وإنما فيه التنبيه على التعجيز أن يأتوا بسورة مثله، وذلك لا يختص به شيء من القرآن دون شيء، ولا سورة دون سورة، ولا نمط منه دون آخر ... ".
ثم ذكر القسم الثالث بقوله:"وقسم هو مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله، وخطاب الخلق به ... ويشتمل على أنواع من القواعد الأصلية والفوائد الفرعية، والمحاسن الأدبية".
ثم ذكر على هذا القسم تسعة أمثلة، جدير بأهل القرآن أن يراجعوها ففيها من الفوائد الشيء الكثير.
ثم ذكر القسم الرابع بقوله:"وقسم هو المقصود الأول ... وذلك أنه محتوٍ من العلوم على ثلاثة أجناس ... أحدها: معرفة المتوجَّه إليه، وهو الله المعبود سبحانه. والثاني: معرفة كيفية التوجه إليه. والثالث: معرفة مآل العبد ليخاف الله به ويرجوه".
ثم شرح هذه الأجناس الثلاثة بكلام نفيس، نحيل القارئ على مراجعته.
المبحث الخامس: مع الإمام أبي إسحاق الشاطبي في التفسير الإشاري للقرآن الكريم
قال - رحمه الله تعالى -: "من الناس من زعم أن للقرآن ظاهرًا وباطنا ... ". ثم ذكر أبو إسحاق الأدلة على ذلك، وأطنب، وسيأتي بعضها - إن شاء الله تعالى - في التعليق على هذا المبحث.
ثم ذكر أبو إسحاق أمثلةً على التفسير الإشاري الباطل.
ثم خلص أبو إسحاق إلى ذكر شروط التفسير الإشاري المقبول فقال: "فصل: وكون الباطن هو المراد من الخطاب قد ظهر أيضا مما تقدم في المسألة قبلها، ولكن يشترط فيه شرطان: