وقد قال بعض العلماء: لقد وضعت آية من كتاب الله تعالى نظرية ثابتة لجميع المخترعات والصناعات وهي قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} , فكل موجود صناعي لابد له من مقادير ومقاييس إذا لم تضبط لا يتم وجوده ولو أردنا تطبيقها لوجدناها متمشية من أدنى شيء إلى أعظم اختراع كثوب الإنسان أو ستارة النافذة- وكنظام الذرة منذ أعلن عن اكتشاف الكترونات عام ١٨٩٧. واستدلوا على أن الذرة المتعادلة لابد أن تكون من جزئين أحدهما موجب والآخر سالب, ومن شحنتين كل منهما مساوية ومضادة للأخرى.
وقد أعطى القرآن الكريم للإنسان الحق في بذل الوسع واستفراغ الجهد في العمل المادي لتحصيل مصلحتة والحفاظ على دينه الذي استخلفه الله به في الأرض حيث قال:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} , ومعلوم أن إعداد القوة ليس في السلاح فحسب بل في كل شيء اليوم من أنواع الإنتاج من المأكل إلى المقتل, وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين حق العمل بمعارفهم الدنيوية حيث لم تتعارض مع الشريعة حيث قال:"أنتم أعرف بأمر دنياكم".
وبجانب هذا المنهج الصناعي في الإسلام تلك الكنوز من المكتبات المليئة بالكتل المشحونة من نتاج الفكر من مُثُل عليا وأخلاق مُثلى مما بهر العالم شرقا وغربا, وجعل سيرة القوم أشد تأثيرا في النفوس من دعوتهم فدخل الناس في دين الله أفوجا فسادت السكينة وعمت الطمأنينة وانتشر السلام وظهرت الفضيلة واختفت الرذيلة وقضي على الظلم والطغيان بالعدل والإحسان يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخليفة الأول في خطابه الأول:"أقواكم عندي ضعيف حتى آخذ الحق له, وأضعفكم عندي قوي حتى آخذ الحق منه".
تعجز جامعات اليوم مجتمعة أن توجد مثل هذا المثال للمسلم, أو تأتي بأحسن من هذا المنهج لسعادة الأمة أو عدالة حكم.