هذا هو المنهاج الإسلامي في جملته حفاظ على التراث العزيز عند الأمة من دين وخلق.. الخ, تزاوج بين متطلبات هذا الإنسان من مادة وروح في توازن واعتدال.
تربية النفوس على فضيلة انطلاقته في كسب العلوم النافعة لا تقف عند حد البعثات العلمية كما في رحلات العلماء وسفر أبي أيوب من المدينة إلى مصر لحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. التخصص في المادة كما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت لتعلم اللغة ليكتب ويقرأ كتبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
خامسا: أوقات الفراغ:
لاشك أن الزمن هو أساس رأس مال الإنسان في هذه الحياة, والطالب الجامعي وغيره يشعر بفراغ في وقته أثناء الدراسة وفي العطلة, وإذا ترك لنفسه فإنه لا يدري كيف يقضيه وبما يشغل وقته, بينما يحيط به أسباب شغل الوقت بأسباب بعيدة عن مجال الدراسة والتحصيل قريبة من جانب الانحراف والتخلف مع تهيؤ الظروف أمامه وتكامل الأسباب عنده.
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة المرء أي مفسدة
فبدافع عن غريزته وبقهر من شهواته سينطلق حيث دعاء النفس وملذاتها ومن هنا تنشأ المشكلة؛ لديه معلومات تتطلب ما ينميها, وأمامه ملهيات عظم داعيها, ولعل لهذه المشكلة صلة وثيقة بمشكلة أخرى وهي نظرة الكثيرين إلى التعليم على أنه وسيلة لشهادة تفتح أبواب العمل وتيسر سبل العيش, فينصب جهده أثناء العام الدراسي على مقررات المنهج لينجح, ثم يودع الدراسة إلى العام القابل ومن هنا لابد من شغل الوقت بما طاب له.
ولو كانت نظرته للدراسة أن العلم يطلب لذاته استكمالا لشخصية المتعلم لشغل وقته في التحصيل, كما قال أحدهم لأولاده:"تعلموا العلم فإن كنتم فقراء استغنيتم وإن كنتم أغنياء سدتم".