ولهذا فالإسلام لا يعرف فراغا ولا يوجد عند المسلم العامل ما يسبب له هذه المشكلة كيف والله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} , ويقول:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} , وعليه لابد أن يكون في عمل دائم إما لدنياه وإما لآخرته كما خاطب عموم الأمة بقوله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} .
ولكم هذا النوع من الحياة يتطلب إصلاح المجتمعات التي يعيش الطالب في جوها, وإلى ذلك الوقت ستظل مشكلة تشغل فراغ الطالب, ولا سيما مع وجود تلك الملاهي والمغريات وبالأخص أثناء العطلة الدراسية.
ولعل أنجع الوسائل لحل هذه المشكلة على ضوء الإسلام هو كالآتي:
أولا: بتكليف الطلاب الجامعيين أثناء العطلة بنشاط عملي كل على حسب اختصاص دراسته فيقوم طالب الطب مثلاً بتقديم مساعدات من إرشادات وتوجيهات طبية في بلده أو الحي الذي يقطن فيه سواء في المقاهي أو المساجد أو المنتزهات العامة ويقدم تقريراً للجامعة عن أهم الأخطاء الشعبية في النواحي الصحية وأهم طرق علاجها.
وكذلك طالب الزراعة ولو بذهابه إلى الأرياف ومخالطته للمزارعين ومثله في الهندسة.. إلخ وعلى الجامعة أن تهيّيء جوائز مغرية لمن يظهر لعمله أثر بين.
ثانياً: تمنح الجامعة طلابها بطاقات يسمح لهم بموجبها التطبيق العملي على النظريات العلمية كل في مجال دراسته، فمثلاً طالب الطب يسمح له بدخول المستشفيات للاطلاع على سير العلاج والمتزود بمعرفة الأمراض المستوطنة مثلاً وكيف تعالج, أو دخول غرف عمليات الجراحة والضماد ليكسب خبرة عملية ربما تكون أوسع من نطاق الدراسة النظامية.
وكذلك طالب الصيدلية يدخل ما يمكن من الصيدليات ويشارك بالفعل في تحضير بعض الأدوية ولاسيما ذات العناصر البسيطة كالوارند والبزمت والمراهم وإبر الكالسيوم والمحلولات الداخلية.. الخ.