والأدب وصف وتعبير للأشياء المذكورة.. فكيف تتطور هي ويبقى هو جامداً؟. ولكن بالله عليكما أخبرني وأصدقاني القول:
هل الأدب العربي لا يتطور إلا من خلال ترجمة الأدب الغربي بكلمات عربية؟. هل هكذا طور العرب الأندلسيون "الأدب"من خلال احتكاكهم بغيرهم من الأمم؟. أم بكذلك تطور الأدب العربي في العصر العباسي نتيجة للاحتكاك بالفرس وغيرهم من الشعوب؟. أم بهكذا طور الأوروبيون أنفسهم ثقافتهم في عصور تَخَلُفهم – من جراء التقائهم بالثقافة العربية التي تعتبر أصولاً لكثير مما يتبجحون به علينا اليوم؟.
ولما وصل الشيخ من الحديث هذه النقطة دخل علينا غلامه قائلاً: بالباب رجل قال لي: "قل لسيدك عمرو بن بحر الجاحظ.."فلما سمعت اسم عمرو بن بحر ذهلت، قفلت لصاحبي: محدثنا الجاحظ.. صاحب البيان والتبيين..؟ قال: نعم!!
وهنا أيقظني صوت المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح فقمت بعد الصلاة طبعاً بتسجيل ما دار بيننا وبين الجاحظ. وإلى اللقاء ...