للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩- وابن عمر رضي الله عنهما:

حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا أيوب ابن عتبة، عن طَيْسَلة، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر سبع، الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والزنا، والسحر، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم".

هكذا رواه مرفوعاً.

وروى هذا الحديث عن طيسلة: يحيى بن أبي كثير، وزياد بن مخراق، عن طيسلة، عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفاً.

وهو طَيْسَلة بن ميَّاس، وميّاس لقب، وهو طيسلة بن علي الحنفي (١)


(١) إسناده ضعيف.
وقد اختلف على طيسلة، وأيوب بن عتبة في هذا الحديث:
فرواه أكثر من ثقة، عن أيوب بن عتبة، عن طيسلة، عن ابن عمر، مرفوعاً:
أخرجه المصنف هنا - ومن طريقه الخطيب البغدادي في الكفاية (ص١٠٥) -. من طريق الحسن بن موسى الأشيب [كما ذكر روايته هذه ابن كثير في تفسيره ١/٤٩٣] .
والبيهقي في الكبرى٣/٤٠٩،والخرائطي في مساويء الأخلاق رقم٢٤٦، و ٧٤٠- ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخُبر الخَبر ١/٣٤٤-، ورواه الخطيب في الكفاية (ص١٠٥) . من طريق حسين بن محمد المروذي.
وأبو القاسم البغوي في الجعديات ٢/٤٨٠، رقم ٣٣٣٩ – ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد ٥/٦٩-، عن علي بن الجعد.
كلهم عن أيوب بن عتبة، عن طيسلة، عن ابن عمر، مرفوعاً.
ورواه سلم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، عن طيسلة، عن ابن عمر، موقوفاً:
أخرجه الطبري ٨/٢٤٠، رقم ٩١٨٨، وفي تهذيب الآثار (مسند علي) ، رقم ٣١٤، عن سليمان بن ثابت الخزاز، عن سلم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، به، موقوفاً.
وتوبع أيوب بن عتبة على هذا الوجه:

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٧) ، رقم ٨- ومن طريقه ابن الجوزي في البر والصلة (ص١١٢) ، رقم ١٤٢، ببعضه، وابن حجر في موافقة الخُبر الخَبر ١/٣٤٣-، ورواه الطبري في تفسيره ٨/٢٣٩، رقم ٩١٨٧، وأبو يعقوب الكاتب في المناهي وعقوبات المعاصي (ق١٠٥/أ) ، وإسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره، وإسماعيل القاضي في أحكام القرآن (كما في موافقة الخُبر الخَبر١/٣٤) . كلهم من طريق إسماعيل بن علية.
والبخاري في الأدب المفرد (ص٢٥) ، رقم ٣١، ببعضه، وابن المنذر في تفسيره (بهامش تفسير ابن أبي حاتم (ق١٣٠/ب) . من طريق حماد بن سلمة.
وإسماعيل بن علية، وحماد، كلاهما عن زياد بن مخراق.
وتابع زياداً على هذا الوجه: يحيى بن أبي كثير:
ذكر ذلك المصنف هنا، وابن عبد البر في التمهيد ٥/٦٩.
كلاهما، عن طيسلة بن مياس، عن ابن عمر، موقوفاً.
وقال الحافظ ابن حجر في موافقة الخبر: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث طيسلة، وهو بفتح الطاء المهملة، وسكون التحتانية وفتح السين المهملة، وتخفيف اللام، ووهم من قدَّم اللام على السين ... الخ.
ثم قال: والموقوف أصح إسناداً.
وقال أيضاً: وأقوى طرقه رواية زياد بن مخراق الأولى.
ورواه عيسى بن خالد، وسلم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى ابن أبي كثير، عن عبيد بن عمير، عن أبيه، مرفوعاً:
أخرجه الطبراني في الكبير١٧/٤٨، رقم ١٠٢. من طريق عيسى بن خالد اليمامي.
والطبري في تفسيره ٨/٢٤١، رقم ٩١٨٩، وفي تهذيب الآثار (مسند علي) ، رقم ٣١٥. من طريق سلم بن سلام.
كلاهما عن أيوب بن عتبة، به.
وخولف أيوب في روايته لهذا الوجه عن يحيى، خالفه حرب بن شداد، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الحميد بن سنان، عن عبيد بن عمير، عن أبيه.
وقد تكلمت عن هذه المخالفة بالتفصيل في تحقيقي لتتمة الضياء المقدسي على هذا الكتاب، ولم أر أن أذكرها هنا مراعاة للاختصار.
ولعل الحمل في هذا الاختلاف على أيوب نفسه، فهو ضعيف (التقريب ٦١٩) ، ولعله كان يحدث بهذه الأوجه جميعاً.
ولكن من حيث الترجيح عموماً عن طيسلة فالوجه الثاني أرجح، حيث توبع أيوب عليه من ثقتين، وهما زياد بن مخراق، ويحيى بن أبي كثير (التقريب ٢٠٩٨،٧٦٣٢) .
وعليه فالراجح أنه موقوف على ابن عمر، ولم يثبت مرفوعاً، والله أعلم.