"الحجاب كلمة عاشت بمدلولٍ خطير خاطئ دهوراً طويلة في المجتمعات الإسلامية على مختلف بيئاتها، فقد فهمه الكثيرون على أنه استقرار المرأة في البيت لا تبرحه إلى أي مكان آخر ... "إلى أن قال معدداً بعض المظاهر الخطيرة التي عاش فيها الحجاب:
"وكانت خلال إقامتها في البيت لا ترى أجنبياً ولا يراها أجنبي، حتى كانت إحداهن تمرض المرض الخطير فلا يستجيبون أن يدخل الطبيب ليكشف عن مرضها لأنه أجنبي. وأما شأنها مع غير الأجانب – أي الأقارب – فإنه لم يكن يؤذن في رؤيتها إلاّ لأبيها وأبي زوجها وإخوتها. أما غير هؤلاء من نحو أبناء عمها، أو أخوة زوجها فلا". ثم ختم حديثه عن هذه المظاهر الخاطئة – في زعمه – بقوله:
"ولما قام قاسم أمين ينادي بتحرير المرأة شنع بهذا الحجاب، وأبان عدم شرعيته، وأفاض في ذكر مساوئه وأثره في إضعاف شخصية المرأة وعقلها، وأقرّه على دعوته ذووا الرأي والاستنارة من علماء المسلمين"١٠هـ.
فأي خطأ يا ترى في حجب المرأة عن الأجانب عامة حيث لا ترى أجنبياً ولا يراها أجنبي!؟ وأي شرٍّ يترتب على حجب المرأة عن ابن عمها وأخوة زوجها!؟ وهل هذه التصرفات وأمثالها من التقاليد الخاطئة الدخيلة على الحجاب، أم أنها حقيقة الحجاب الإسلامي!؟
ماذا يقول كاتبنا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يُسأل عن الحَمْوِ – وهو قريب الزوج – فيجيب محذراً: الحَمْوُ الموت!!
ومن هم أولئك المستنيرون ولعقلاء من ذوي الرأي الذين أقروا "قاسم أمين"على دعوته في "تحرير المرأة "؟! اللهم إلا إذا كانوا من المستنيرين بنور الغرب، وفكر الجاهلية التي ترى في الحجاب الإسلامي الكامل إضعافاً لشخصية المرأة وعقلها. فهل أضعف الحجاب الكامل من عقول وشخصيات نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفضليات من نساء المؤمنين يوم تمسكن به التمسك الكامل؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.