لقد استفاد ابن كثير من صنيع شيخه الإمام المِزِّي في تحفة الأشراف، حيث يظهر ذلك من خلال ترتيبه لكتابه جامع المسانيد، كما أنه يعزو إليه في مواضع متعددة، ويشير إلى ذلك بقوله:"قال شيخنا"ويريد المِزِّي، ويحيل في مواضع أخرى على كتابه الأطراف، وقد نسخ ابن كثير كتاب تحفة الأشراف، ونسخته مشهورة، كما أنه استفاد من صنيع الحافظ الصامت كذلك، حيث رتب أطراف مسند الإمام أحمد على معجم الصحابة، يقول ابن الجزري:"رتبه على معجم الصحابة، ورتب الرواة كذلك، كترتيب الأطراف، تعب فيه تعباً كثيراً، ثم إن شيخنا الإمام مؤرخ الإسلام حافظ الشام عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير - رحمه الله تعالى - أخذ هذا الكتاب المرتَّب من مؤلفه، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، وأجهد نفسه كثيراً، وتعب فيه تعباً عظيماً، فجاء لا نظير له في العالم"، ويقول الحافظ ابن حجر:"لما رتب الحافظ شمس الدين ابن المحب المعروف بالصامت مسند أحمد على ترتيب حروف المعجم، حتى في التابعين المكثرين عن الصحابة، أعجب ابن كثير فأستحسنه، ورأيت النسخة بدمشق بخط ولده عمر، فألحق ابن كثير ما استحسنه في الهوامش من الكتب الستة ومسندي أبي يعلى والبزار ومعجمي الطبراني ما ليس في المسند، وسمى الكتاب: جامع المسانيد والسنن".
١ - احتوى الجامع على الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد والبزار، وأبو يعلى، ومعجم الطبراني الكبير، وغيرها حيث يقول:"وربما زدت عليها من غيرها"، وهذا يظهر أيضاً من خلال صنيعه في هذا الكتاب، حيث زاد مصادر أخرى منها:"معرفة الصحابة لأبي نُعيم"، وأكثر منه، وموطأ مالك، ومسند الطيالسي، وإسحاق بن راهُوْيَه، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن خزيمة وغيرها.