فهذه قصة تأليف كتاب العلل للدارقطني الدالة على ثبوته له، وقد أثبته له أيضاً غالب أئمة هذا الشأن ممن ترجم للدارقطني، وذكروا مؤلفاته، أو رووها في برامجهم وأثباتهم، فصنيع المخالف -والحالة هذه - محل تأمل.
رابعاً: مكانته العلمية:
يعتبر كتاب العلل للدارقطني من أجمع المؤلفات في العلل وأجودها، يقول الذهبي:"إن شئت أن تبين براعة هذا الإمام الفرد، فطالع العلل له فإنك تندهش ويعلو تعجبك"، ويقول الحافظ ابن كثير:"جمع أزمّة ما ذكرناه كله الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتابه في ذلك، وهو من أجل كتاب بل أجل ما رأيناه وضع في هذا الفن، لم يسبق إلى مثله وقد أعجز من يريد أن يأتي بشكله فرحمه الله وأكرم مثواه"، وذكر السخاوي:"أنه أجمعها".
خامساً: مشتملاته:
اشتمل علل الدارقطني على الأحاديث المعلة المرفوعة والمرسلة والموقوفة والمقطوعة وغيرها، وعلى أقوال الإمام الدارقطني في بعض الرواة، وقد أفرد لها محقق الكتاب فهرساً خاصاً، في آخر كل مجلد.
سادساً: طريقة ترتيبه:
١- رتب الدارقطني كتابه على مسانيد الصحابة، كطريقة كتب المسانيد المعروفة، وجعل مسانيد الصحابة قسمين: الأول: الرجال، والثاني: النساء، وقدم في الرجال مسانيد العشرة المبشرين بالجنة - رضوان الله عليهم -.
٢- رتب مرويات المكثرين من الصحابة، على تراجم التابعين، حيث جعل مرويات كل راو على حدة.
٣- أما كلام الدارقطني - في بيان العلل - فبُدِئ بذكر ما يؤيد رواية الحديث الواردة في السؤال الموجه إليه، والتي غالباً ما تكون رواية الوصل أو الرفع أو الرواية المطولة، ونحو ذلك مما يوافق الجادة، ثم تُذكر أوجه اختلاف الرواة من إرسال ووقف وغيرهما من صور علل الحديث المتعددة، ثم يبان الصواب من ذلك.