يكاد يُعتبر العثور على حديث في كتاب الحربي مباشرة عسيراً جداً، مما لا بُد أمامه من اللجوء إلى الفهارس المُقربة له، كما سبق آنفاً، ومثال ذلك: ما رواه الهيثم بن عمران عن عطية ابن قيس، عن الأزرق بن قيس أنه قال:"رأيت ابن عمر يعجن في الصلاة، ويعتمد على يديه إذا قام، فقلت له، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله"، فهذا الحديث يمكن الوصول إليه في كتاب الحربي من طريق الفهرس الذي أعْدَدته بأسماء الرواة، في آخر رسالتي المذكورة سابقاً، فأذكر عند كل راو أحاديثه فيه، وهذا الحديث مذكور في مرويات عبد الله بن عمر برقم ٣٠٦، وبينت هناك أنه في ص ٥٢٥ من المطبوع، وهو مذكور أيضاً في مرويات الهيثم، وعطية، والأزرق، كما يمكن معرفة موضعه في الكتاب من خلال أول لفظه، أو من خلال أية لفظة منه بحسب حالها مثل لفظة:(يعجن) فهي في حرف الياء، أو من خلال موضوعه، فإذا تم العثور على الحديث في الكتاب، فيُعزى إليه بقول: أخرجه، أو: رواه، أو: خَرَّجه الحربي في غريب الحديث، إذ يعتبر كتابه من المصادر الحديثية الأصيلة.
الفصل السادس:
التخريج من طريق الفهارس والموسوعات المُرَتّبة على الراوي الأعلى.
لقد عُني أهل العلم بالفهارس والمداخل المقربة لمادة المصادر العلمية، فمنهم من أعدّ فهارس بحسب الإسناد، وأعد آخرون فهارس بحسب المتن، والمقصود منها هنا الفهارس المرتبة بحسب الراوي الأعلى وهي تابعة للفهرسة بحسب الإسناد.
وظهرت عنايتهم تلك في عدة صور، فمنها فهارس خاصة بمصدر واحد، بحيث تلحق في أواخر المصدر المطبوع، كجزء من عمل محقق الكتاب أو ناشره، وكما تفرد هذه الفهارس بكتب مستقلة، وتفصيل الحديث عن هذا النوع من الفهارس إنما يكون في المصادر المتعلقة به.
وهناك فهارس ومداخل شاملة لعدة مصادر بحيث تشبه الموسوعات، أو تعد منها، ومنها: