(١) قال النووي تأول العلماء هذا الحديث تأويلين: أحدهما: لا هجرة بعد الفتح من مكة لأنها صارت دار إسلام فلا تتصور منها الهجرة. والثاني: وهو الأصح، أن معناه أن الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازاً ظاهراً انقطعت بفتح مكة ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة لأن الإسلام قوي وعز بعد فتح مكة عزاً ظاهراً بخلاف ما قبله. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي ١٣/٨.
(٢) انظر: كتاب السير من الحاوي ٦١٠هـ، بحر المذهب ورقة ١٦٨من كتاب السير، كفاية النبيه الورقة ٢ من كتاب السير.
(٣)(لا تراءى نارهما) ساقطة من ظ. وقد ذكر الخطابي في معناها عدة وجوه: أحدها: معناه لا يستوي حكماهما قاله بعض أهل العلم، وقال بعضهم معناه أن الله قد فرق بين داري الإسلام والكفر فلا يجوز لمسلم أن يساكن الكفار في بلادهم حتى إذا أوقدوا ناراً كان منهم بحيث يراها. وفيه وجه ثالث ذكره بعض أهل اللغة قال معناه لا يتسم المسلم بسمة المشرك ولا يتشبه به في هديه وشكله والعرب تقول:(ما نار بعيرك أي ما سمته) .وقال الماوردي: ومعناه لا يتفق رأيهما فعبر عن الرأي بالنار، لأن الإنسان يستضي بالرأي كما يستضي بالنار. وقال ابن القيم: والذي يظهر من معنى الحديث أن النار هي شعار القوم عند النزول وعلامتهم وهي تدعو إليهم، والطارق يأنس بها، فإذا ألم بها جاور أهلها وسالمهم فنار المشركين تدعو إلى الشيطان وإلى نار الآخرة، فإنها إنما توقد في معصية الله ونار المؤمنين تدعو إلى الله وإلى طاعته وإعزاز دينه، فكيف تتفق الناران وهذا شأنهما؟ وهذا من أفصح الكلام وأجزله، المشتمل على المعنى الكثير الجليل بأوجز عبارة. انظر: كتاب السير من الحاوي ٦١٢، معالم السنن ٢/٢٧٢ تهذيب ابن القيم ٣/٤٣٦.