وفي ٢١ شعبان عام ١٤٠٢هـ بُويع ملكاً للملكة العربيّة السعوديّة إثر وفاة الملك خالد -يرحمه الله-، وكان هذا التتويج نتاج جهد دؤوب وعمل متواصل ممزوج بالإخلاص والصدق على مدى أربعة عقود من الزمان.
ومنذ هذا التاريخ تواصلت عطاءات خادم الحرمين الشريفين وإنجازاته في كافة المجالات وفيما يلي من البحث سوف يركز الباحث على إنجازات خادم الحرمين الشريفين في مجال التعليم العالي من خلال الجامعات الثمان.
الفصل الثالث:
التعليم العالي في المملكة العربية السعودية
ويشتمل هذا الفصل على نشأة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وتطوّر التعليم العالي، وأول جامعة سعودية، وغاية التعليم العالي، وأهدافه، وأنواع التعليم العالي والجهات المشرفة عليه.
أولاً - نشأة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية:(التعليم العالي غير الرسمي) .
يحسن قبل الحديث عن تطور التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين أن يبدأ الباحث الحديث عن تاريخ التعليم العالي في المملكة العربية السعودية.
نشأ التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في بداية عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود –رحمه الله– وقبل اكتمال توحيد جميع الكيان تحت راية المؤسس، وهذا دليل على بُعد نظر الملك عبد العزيز، ويقينه بأن العلم هو الأساس القويّ الذي يجب أن يوضع عليه بنيان هذا الكيان الكبير. فقد بدأ -يرحمه الله- بإرسال الطلبة إلى الخارج عام (١٣٤٦هـ) أي بعد ثلاث سنوات فقط من دخوله مكة المكرمة (١)
(١) عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (لمحات عن التعليم وبداياته) بدون تاريخ، ص٧٠