للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"في الواقع لن تبخل الدولة في إقامة جامعة في أي مكان من وطننا الغالي لكن يمكن تشاركونني أنتم بالذات أو الإخوان الآخرون الذين مارسوا التدريس في الجامعات أو إدارة الجامعة أن كلمة الجامعة في أي مكان محببة للنفس ولكن قبل أن ننشئ جامعة يجب أن نفكر في الكوادر التي تستطيع أن تدبر الجامعة وبالأخص أن تكون من أبناء الوطن وعندها ليس هناك مشكلة في إيجاد أي جامعة في أي جزء من بلدنا الغالي" (١) .

تتضح في الكلمة السابقة لخادم الحرمين الشريفين النظرة التربوية الثاقبة له - حفظه الله - في نشر الجامعات في أرجاء المملكة المختلفة، فالشيء الجدير بالتفكير يتمثل في توفير وإيجاد المعلم الكفؤ القادر على العطاء العلمي بكفاءة عالية والمربي الفاضل الجدير بأن ينتسب للجامعة، وليس ذلك بمستغرب على رائد النهضة التعليمية في المملكة العربية السعودية أن يشغل باله بالتفكير أولاً وأخيراً في المعلم، حيث ينظر - حفظه الله - لانتشار العلم أولاً كيفاً ثم كماً.

(٣) دفع التعليم إلى الأمام:

تحدث خادم الحرمين الشريفين رائد النهضة التعليمية في المملكة العربية السعودية عن دفع عجلة التعليم إلى الأمام، حيث قال - حفظه الله - لمنسوبي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في غرة شعبان عام ألف وأربعمائة وأربعة من الهجرة:

"لا أستطيع أن أقول أنا دفعت عجلة التعليم وحدي ولكن دفعت عجلة التعليم بمساعدة رب العزة والجلال ثم مساعدة الدولة ثم وجود العديد وإن كانوا في ذلك الوقت قلة من المواطنين الذين ساعدوني ودفعوا عجلة التعليم إلى الأمام فوصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن" (٢) .

في هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين إشارة إلى أن ما تحقق من تطور للتعليم تم بعون الله - سبحانه وتعالى - أولاً وقبل كل شيء، ثم ما تقدمه الدولة من بذل كبير، وكذلك المشاركة الفعالة لعدد من المواطنين.


(١) المرجع السابق، ص٨٦،٨٧.
(٢) المرجع السابق، ص٢٢٢.