أعاد آل سعود -وفقهم الله تبارك وتعالى- منذ عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين إلى هذا المسجد العظيم سالف مجده وعظيم هيبته ومكانته في قلوب المسلمين في أنحاء العالم، حينما كان منارة سامقة لنشر العلم، وجامعة عظيمة شامخة أسسها المعلم الإسلامي الأول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
نعم لقد أعاد آل سعود إلى هذا المنبر العلمي الشامخ دوره العظيم في نشر الدعوة الإسلامية، وتكريس العقيدة الصحيحة وتعليم العلم الشرعي المستقى من الكتاب والسنة.
إن التوسعة السعودية للمسجد النبوي في مراحلها المختلفة قد ألف فيها الكثير من الكتب، وكتبت فيها العديد من المقالات الصحفية والبحوث المتعددة.
لذلك كان التركيز في هذا البحث على بعض الجوانب المهمة التي تبين مدى الفائدة العظيمة التي قدمتها وهيأتها التوسعة الكبرى لمرتادي هذا المسجد, والتي توضح الجهود المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله في خدمة مرتادي هذا المسجد العظيم.
كإبراز الأبعاد الإيجابية التي وفرتها التوسعة السعودية للخدمات الأساسية والخدمات المساندة، والتي كانت ذات أثر عظيم لمرتادي المسجد من زوار ومصلين، مضيفاً إلى ذلك بعض الملاحظات والمقترحات المفيدة إن شاء الله تعالى.
كما أنني أفردت حديثاً خاصاً عن جهود الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى ومن بعده أبناؤه البررة في تكريس وترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة بين قاصدي هذا المسجد العظيم من زوار وجوّار وحجاج ومعتمرين، كان من أهمها التعليم في المسجد، فقد امتد التعليم في المسجد النبوي بامتداد التوسعة السعودية منذ بدايتها حتى اليوم، حيث أتاحت التوسعة مجالاً رحباً للتعليم وازدياد عدد المشايخ والمعلمين في المسجد بناءً على ازدياد عدد الطلاب والمستمعين لحلقات الذكر والعلم.