للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة ٦٥٥ هـ وقع بعض سقف الحجرة النبوية, وكتب بذلك للخليفة المستعصم بالله في شهر رمضان, فوصلت الآلات صحبة الصناع مع ركب العراق في الموسم, وابتدئ بالعمارة أول سنة خمس وخمسين وستمائة (١) .

ثم في سنة تسع وعشرين وسبعمائة أمر السلطان الملك الناصر محمدبن قلاوون الصالحي بتجديد السقف الشرقي والسقف الغربي الذي عن يمين صحن المسجد وشماله ,كما أمر بزيادة رواقين من المسقف القبلي متصلين بمؤخره, فاتسع مسقفه بهما وعم نفعهما (٢) .

وفي عام ٨٨٦هـ شب حريق هائل أدى إلى احتراق المسجد كلياً، ولم يسلم منه إلا القبة الداخلية، ولما علم السلطان الأشرف قايتباي بأمر الحريق سارع بإرسال المؤن والعمال "وأعادوا بناء المسجد الشريف، وأقاموا العقود فوق الأساطين لتحمل سقف المسجد، وأقيمت قبة على المحراب العثماني، وقبة على الحجرة الشريفة، وقبة أخرى في الجهة الشمالية، وبجوارها ثلاث قباب وأنشئت قبتان أمام باب السلام من الداخل، وبني باب السلام، بالرخام الأبيض والأسود وزخرف المسجد، وأعيد ترخيم الحجرة الشريفة، كذلك كسى المحراب بالرخام، وأقيمت منارة تلي باب الرحمة" (٣) .

وقد قدرت هذه التوسعة بـ١٢٠م حوالي ٢٤٠ ذراع وأصبحت المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف ٩٠١٠ وتمت العمارة سنة ٨٩٠ هـ (٤) .


(١) السمهودي وفاء: ١/٦٠١
(٢) المصدر السابق: ١/٦٠٥.
(٣) سيد عبد المجيد أشهر المساجد في الإسلام: ٢٠٧.
(٤) حامد عباس، التوسعة الكبرى: ٢١١.