للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد: فإنني أحمد الله تعالى الذي وفق مولاي صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين لإصلاح وإعمار المسجد النبوي الكريم، وتوسعته إذ أمر وزير المالية عبد الله السليمان بتنفيذه على نفقة جلالته الخاصة، وتولى ذلك محمد بن لادن المدير العام للإنشاءات الحكومية، وأنه لمن حسن توفيق الله لي أن شرفني مولاي والدي صاحب الجلالة بالنيابة عنه في وضع الحجر الأساسي لهذا العمل الجليل وها أنا باسم الله وعلى بركته أضع الحجر الأساسي لذلك بالنيابة عن جلالته وبالأصالة عن نفسي في هذا اليوم المبارك الاثنين الموافق الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة واثنين وسبعين هجرية داعياً الله تعالى أن يوفق لإتمامه على خيرما نتمناه والسلام" (١)

وبعد انتهاء كلمة سمو ولي العهد، قام الجميع وتوجهوا بمعيته لوضع الحجر الأساسي بالنيابة عن جلالة الملك، كما وضع بيده الكريمة الوثائق التاريخية والخرائط وبعض قطع من النقود الذهبية والفضية، في داخل الركن الأساسي الذي دشنه بيده الكريمة (٢) .

وبعد هذا الاحتفال الرسمي، أخذ المدير العام ينظم الأعمال للسير بالعمار على أكمل وجه فجرت بينه وبين المهندسين المصريين والباكستانيين مشاورات، وكذلك بينه وبين جلالة الملك، وأصدر جلالة الملك أمره السامي بمباشرة العمار.

وفي الخامس عشر من شهر شعبان عام ١٣٧٢هـ أمر المدير العام العمال بان يباشروا حفر الأسس، وقد خططها المهندسون، وعينّوا مواطن الآبار العميقة التي تحفر لتصب فيها أسس السواري.

وانتهت عمليات حفر الأسس في ٢٤ رمضان المبارك عام ١٣٧٢هـ ثم سار العمار في طريقه الجدّيّ سيراً حثيثاً متواصلاً (٣) .


(١) ماذا في مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ٧.
(٢) انظر: توسعة الحرم النبوي: ٦٨.
(٣) توسعة الحرم: ٧٣.