للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتشاء إرادة الله (عز وجل) أن ينتقل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) إلى جوار ربه قبل أن تستكمل أعمال التوسعة في المسجد النبوي الشريف التي أمر بها، وأنفق عليها بسخاء عظيم.

وقد أتم البناء جلالة الملك سعود بن عبد العزيز (رحمه الله) فقام فيه خير قيام فكان خير خلف لخير سلف؛ فما أن تبوأ جلالته عرش البلاد حتى أحب أن يطّلع على سير العمار بنفسه "فقصد المدينة النبوية في ١٦ربيع الأول عام ١٣٧٣هـ، وقد أعجبه ارتفاع العمار، وسره سير العمل ونشاط العاملين المشرفين على أعمال البناء، وأثنى عليهم خيراً، وأبى إلا أن يباشر بعض أعمال البناء بنفسه، ليحظى بشرف الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم" (١) .

"فبنى بيده الكريمة أربعة أحجار في جدار الزاوية الغربية للمسجد تأسّياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ظهرت عليهم لوحة من المرمر مخطوطة بماء الذهب كُتب عليها اسم جلالته والتاريخ" (٢) .

وسار العمار بهمة ونشاط في الأماكن المحددة، وكانت الأوامر الملكية لمنفذي المشروع أن لا يكون العمار مرة واحدة في كل الأجزاء المراد توسعتها وعمارتها وإنما على مراحل وأجزاء، حتى لا يعوق ذلك المصلين من الصلاة في المسجد.

وبفضل من الله تبارك وتعالى، ثم بفضل الرعاية السامية الملكية، سارت العمارة في طريقها المرسوم، حتى تمت في وقت قصير حيث استمر العمل فيها على قدم وساق لمدة خمس سنوات (٣) بدأت في الخامس من شهر شوال عام ١٣٧٠هـ.


(١) توسعة الحرم النبوي: ٧٣.
(٢) ماذا في مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ١٣
(٣) أحمد محمد صالح الحسيني، نبذة من تاريخ المسجد النبوي العمراني: ٥٢.