إن المخطط الذي يجتمع عليه أهل الكفر جميعاً هو أنه يجب ألاّ يقوم للإسلام كيان على ظهر الأرض، وألاّ يفسح المجال لأية تجربة إسلامية لكي تنجح، وألا يسمح لأية حركة إسلامية جدية بالقوة والازدهار. إن مخططهم هذا يقضي أن تُوْأد كل بادرة إسلامية يمكن أن يستفيد منها المسلمون مهما كلف الأمر وبشتى الأساليب والذرائع، لقد قضوا في العصر الحديث على حركة التوحيد التي غرسها ونماها الرجلان العظيمان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وهدموا عاصمتها الدرعية، وقضوا على الخلافة العثمانية في الأستانة، وقضوا بيد الطليان على الحركة السنوسية في مهدها ... والآن جاء دور باكستان التي هي – بإرادة الله ثم بإرادة أهلها المؤمنين المجاهدين، وكما ينص دستورها- جمهورية إسلامية.
قد لاحظ أعداء الإسلام أن التجربة الإسلامية في باكستان آخذةٌ في النجاح برغم جميع العقبات والصعوبات التي تركها الاستعمار الإنجليزي أمامها والتي لا يزال أعداء الإسلام يرعونها ويزيدونها.
لقد غاب عن أعداء الإسلام - يا ويحهم! - أن باكستان لا يمكن أن تقضى عليها ولا يمكن أن تبيد. لأن وجودها لم يشتق من النظريات السياسية الأرضية، ولا من القومية، ولا من العنصرية، ولا من اللونية، ولا من الوطنية، ولم يرتبط بأيّ منها. فإنه مشتق ومرتبط منذ البداية وإلى الأبد بالقرآن والسنة، فما دام هذا القرآن باقياً فباكستان باقية ولو كره الكافرون ولو كره الظالمون ولو كره الفاسقون.
لا بأس علينا إذا حُوربنا وقُوتلنا، فهذه سنة الله. إن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة. ولكن لقد وعدنا الله النصر في النهاية أبداً. لقد جاس الصليبيون خلال ديار الإسلام وملكوا بيت المقدس ثم كانت معركة حطّين فسلوها عن أخبارهم – ولقد جاس التتار أيضاً خلال الديار وعملوا ما عملوا في بغداد وغيرها ولكن سلوا عنهم معركة عين جالوت في فلسطين.