وبعد ما يزيد على الثماني سنوات في المدينة تحقق الحلم، وأصبح حقيقة ناصعة تشع نوراً وبهاءً، نعم لقد كانت البدايات أفكاراً عظيمة صعبة التحقيق كأنها أقرب ما تكون إلى الأحلام، ولكن بتوفيق الباري عز وجل ثم بالنية الصادقه والإصرار الكبير تحققت كل هذه الأحلام التي كانت شغل خادم الحرمين الشريفين الشاغل منذ توليه الحكم لتوفير الرعاية لحجاج بين الله الحرام وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
لقد كانت لحظة تاريخية رائعة ومؤثرة تلك، حينما وضع خادم الحرمين الشريفين آخر لبنة في مشروعه العملاق الفريد من نوعه على كل المستويات وذلك في اليوم الخامس عشر من شهر ذي القعده لعام ١٤١٤هـ الموافق ٦/٤/١٩٩٤م وما أروع ما وصف به الملك المفدى مشاعره عندما قال بكل صدق وتأثر:"إني عاجز عن التعبير! " فأي بيان مهما تسامى في التعبير لا يرقى إلى ترجمة تلك المشاعر الفياضة.
لقد كان المشروع حلماً يراود الملك فهد بن عبد العزيز منذ سنين فحققه الله على يديه، وكان عملاً رائعاً وجهداً جباراً وسخاءً متواصلاً وفقه الله إليه.
إنه الإعجاز المعماري الكبير في دقته وقوته وجماله وروعة هندسته وهو الإنجاز المتكامل في كل مراحله ومرافقه وملحقات خدماته إنه عمل جليل عظيم قيض الله له ملكاً مخلصاً كريماً رعاه في جميع خطواته بالتفقد والتوجيه والمواكبة الدائمة وأشرف بنفسه (يحفظه الله) على سبل الإنفاق عليه.
وهكذا تتواصل مواكب الخير والبناء والإعمار في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام يقودها ويرعاها القائد الأمين فهد بن عبد العزيز، وهكذا يكتمل مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وعمارة المسجدالنبوي الشريف.