إن المسافة بين تأسيس وزارة المعارف وبين الوقت الذي قال فيه الملك فهد بعد تعيين أعضاء مجلس الشورى هذا العام١٤٢٢هـ:"إنني لم أتعب في الاختيار، ولكنني احترت من أختار" تعبيرا عن كثرة الكفاءات السعودية المؤهلة في مختلف المجالات، إن المسافة بين تأسيس المعارف وبين هذه المقولة التاريخية ليست طويلة في مقياس نهضة الأمم والشعوب فهي لا تتجاوز نصف قرن.. لكنها مقولة رجل غرس شجرة العلم فأينعت وأثمرت وآتت أكلها كل حين بإذن ربها.
إن الحديث عن عظماء الرجال حديث عن الإنجازات التاريخية، وحديث عن الأيادي المسداة والخدمات المزجاة، صروح علمية وتعليمية وأمنية وطبية ورياضية في كل ربوع البلاد، أمن ورخاء واستقرار وازدهار، على مستويات لم تعهدها الأجيال من قبل.. ولا عرفتها الأمم بهذا المقياس وبتلك الشمولية والسرعة والعمق، إن الحديث عن ملوك آل سعود حديث عن التمسك بثوابت الإسلام في عالم المتغيرات، وحديث عن خدمات جليلة في الدعوة إلى الإسلام ونشر العلم والدفاع عن العقيدة وتطبيق الشريعة بالأسلوب الحكيم والمنهج القويم، إنه حديث عن حقبة من تاريخ المسلمين لها خصائصها ولها معالمها، إنه بإيجاز: حديث عن الأصالة والمعاصرة.