للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يختلف اثنان أن لولاة الأمر في هذه البلاد اهتماماً أوّليّاً بالتعليم، وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في هذا المضمار هي واسطة العقد في ذلك، لقد كان من فضل الله تعالى أن حظي العلم وأهله مرتين: في المرة الأولى أن يتم اختيار الملك فهد حفظه الله لتولي قيادة وزارة المعارف إبان إنشائها، وفي المرة الثانية أن يحظى التعليم باهتمامه وتفانيه في إرساء دعائمه وترسيخ قواعده وبنيانه نائبا ثانيا، فوليا للعهد، ثم ملكا، والذين كتبوا عن تفانيه حفظه الله كتبوا عن كثب وممارسة. من ذلك ما قاله معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع: "ويشهد الله أني طيلة عملي بالمعارف وتنقلي من اختصاص لآخر تحت رئاسته وإشرافه كان يفيض بالأمل والحياة ولا يترك شيئا للمصادفة بل يهمه أن يكون كل شيء مدروسا، فكان يحضر بنفسه ليرأس اللجان المتخصصة من تعليمية وثقافية، ويدرس بنفسه الميزانية لكل عام ويسهر مع رجاله حتى منتصف الليل، فكان همه أن يشعر أن سنابل آمال هذه الأمة معدّون إعدادا علميا مؤهلا لمواجهة مستقبل أمته التي كأني بسموه يستشرف معالم ما بعد تلك النهضة التي يقودها. ومن التكامل الذي لا أنساه قيامه بإنشاء الوحدات الصحية المدرسية فهو يريد تلميذا وطالبا صحيحا لا يضيع ذهنه في التردد على المستشفيات والعيادات العامة بل يرجع لهذه الوحدات الصحية المدرسية اهتماما بصحته وضنا بوقته، واهتم بالإنشاء والتعمير، فلم يكن للمعارف آنذاك مدارس مبنية فعمل على الحصول على اعتمادات مالية تحقق إقامة مدرسة كل ثلاثة أيام ... " (١)


(١) صحيفة عكاظ، العدد (١٢٨٥٥) ، ٢١ شعبان ١٤٢٢هـ ص ٥