إن هذا البحث الوجيز الذي شرفت بكتابته ليس إطراءً لبطل من أبطال المسلمين خدم أمته لاسيما في أهم مجالات الحياة مجال التعليم والتنوير، فله عند ربه على ما قدم لشعبه وأمته الجزاء الأوفى، وإنما هو حديث عن جزء من الإنجازات التاريخية لرجل عظيم، وفقه الله إلى إرساء دعائم التعليم في هذه البلاد فكانت له سماته وجهاده وجهوده، من الواجب علينا نحن أبناؤه وشعبه أن نعرف ذلك وأن نتذكّره وأن نقدّره وأن نشكره، وأن يكون ذلك في وعي أجيالنا الصاعدة، كيف كنا في جهل وشتات وفتن، وكيف صرنا في هذا العهد الميمون في ازدهار واتحاد وقوة وتلاحم، وكيف أصبحت أجيالنا تترقى في مدارج العلم والمعرفة، إن تذكر هذا الحدث التاريخي الكبير ورصده والتبصير به مطلب شرعي، وفي الحديث النبوي الشريف:"من لايشكر الناس لا يشكر الله"(١)
إن التعليم في العهد السعودي الميمون له سماته وخصائصه وله أسسه ومنهجه، وهو تعليم يتسم فيما يتسم به الوسطية والاعتدال، بين التطرف والتهاون، وبين الإفراط والتفريط، ولقد عُرف الطلاب والخريجون الذين حظوا بالتعليم في مدارس المملكة وجامعاتها منذ أن نعمت هذه البلاد بالقيادة السعودية عرفوا بالوسطية والاعتدال والبعد عن التطرف وكل ما يشين المسلم الحق في سمته وهديه وصفاته.
(١) رواه الترمذي: في كتاب البر والصلة ج ٤ ص ٢٩٨ حديث (١٩٥٤) وقال حسن صحيح، وأبو داود في كتاب الأدب ج ٥ ص ١٥٧ حديث (٤١٧٧) ، وأحمد: مسند المكثرين حديث (٧٥٩٨)