للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رؤية واضحة عرض خادم الحرمين الشريفين أهم معالم الدعوة إلى الله في هذا العصر وأهمية الدعوة إلى العقيدة الصحيحة فقال حفظه الله: "كلنا يعرف ما مر بالعالم الإسلامي من استعمار بغيض عشرات السنين بل إن بعض الدول الإسلامية استعمرت أكثر من مئة سنة حتى إن اللغة العربية أبيدت في بعض البلدان أو بذلت مجهودات كبيرة في محاولة لإذابة العقيدة الإسلامية في نفسية المسلم الذي لا يتكلم اللغة العربية أو إدخال الكثير من الأمور التي تشكك المسلم في عقيدته الإسلامية، إنما الآن وهذا من فضل الله أصبحت البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية حرة تتمتع بالحرية التامة، وقادة المسلمين فيها هم المسؤولون مسؤولية مباشرة عن أن يجعلوا العقيدة الإسلامية هي الأساس في تكوينهم سواء في العبادات أو في أمورهم الخاصة، والعقيدة الإسلامية والحمد لله صريحة وواضحة المعالم، ومن سلك الطريق الإسلامي على الأسس الصحيحة لا بد أن يصل إلى فضيلتين فضيلة ما ينعم به الله عليه في هذه الدنيا والرصيد الأكبر في الآخرة، ربنا أبان لنا الطريق. إنما الدنيا كلها زائلة ولا يبقى إلا ما قدم الإنسان من عمل صالح" (١) .

وقال حفظه الله في بيان أهمية تأسيس الدعوة على العقيدة: "وليست العقيدة الإسلامية خاصة ببلد دون آخر ولكن العقيدة صالحة في كل مكان، وفي كل زمان، وليس كما يدعي البعض أنها تعوق بعض الأمور التقدمية، ليس هناك أمر فيه فائدة إلا تضمنته العقيدة وأبانته بوضوح" (٢) .


(١) أحاديث خادم الحرمين الشريفين، ص ١٩
(٢) ملك يبني أمة – المقدمة