الملك فهد بن عبد العزيز سليل أسرة عرفت بالدعوة إلى الله والدفاع عنها وحمل لواء التوحيد، ولئن كان عصرنا - على الصعيد العالمي- يتسم بالتكتلات الدولية والأحلاف الاستراتيجية، وأصبحت منطق القوة هو المعيار في التعامل مع الآخرين بدلا من منطق الحكمة، فإن خير من نهض بالدعوة إلى الله على مستوى الدول في هذا العصر وملابساته هم ملوك آل سعود، إذ تتسم الدعوة التي نهضوا بها بخصائص دعوة السلف من الوسطية والحكمة والاعتدال والتمسك بالثوابت، وهذه منقبة يسجلها لهم التاريخ.
وقد هَيأت المملكة للدعوة عدة صروح، كوزراة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما هيأت لتخريج وإعداد الدعاة عدة مؤسسات على مستوى عال من الكفاءات العلمية مثل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ورابطة العالم الإسلامي وغيرها.
قال خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إبان زيارته للجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية عام ١٤٠٣هـ:"إن الغرض الأساسي الذي أنشئت من أجله هذه الجامعة الإسلامية هو العمل على خدمة الإسلام والدعوة إلى الله، وهذا هو الأساس نفسه الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية، فإن في طليعة المهام التي تنهض بها هذه الجامعة هو شرح العقيدة الإسلامية ونشرها صحيحة صافية خالصة من الشوائب على يد أبناء الجامعة الذين ينهلون من مواردها الصافية، ثم يعودون إلى أوطانهم لينشروا دين الحق كماجاءبه رسول الله صلىالله عليه وسلم مجردا عن البدع والضلالات التي عمت العالم الإسلامي في عصور الجهالة والظلام"(١) .