للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا يأتي من الإحساس الكبير الذي يستشعره بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وأنه راع مسؤول عن رعيته. وقربي منه وملازمتي له أطال الله عمره أتاح لي الاطلاع على كثب على مشاعر الإنسانية الفياضة التي يجيش بها صدره عند تفاعله مع الأحداث على مختلف المستويات ومعرفة مبادراته الخيرة التي تأتي تجاوباً مع تلكم الأحداث محلية كانت أو عربية أو إسلامية أو دولية. هذه المبادرات تندرج في مجملها في إطار عاطفة الإنسان المسلم المتفاعل مع الكون وحوادثه تفاعلاً إيجابياً منتجاً ولولا يقيني بأن الإخبار عن تلك المبادرات والإعلام عنها أمر غير محبذ لديه لعددت بعضاً منها، لكنها معروفة سيذكرها الذاكرون في مظانها المعلومة وهو يقوم بما يقوم به من مبادرات أداء للواجب وسعياً وراء الأجر والثواب، أعظم الله له الأجر وأجزل المثوبة.

هذا هو خادم الحرمين الشريفين كما أعرفه وكما يحب هو أن يعرفه الناس حفظه الله وأيده بالعز والتمكين وحفظ الله صاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد وصاحب السمو الملكي سيدي النائب الثاني لمجلس الوزراء وجمع الله شمل الأمة الإسلامية على الخير وأدام على هذه البلاد نعمة الأمن والرخاء، والله يتولى الجميع بالحفظ والرعاية إنه على كل شيء قدير" (١) .

ولا نغادر الحديث عن الملك فهد دون الإشارة إلى مأثرة خالدة من مآثره العظيمة وهي عادته الكريمة ينطق بها اللسان ويؤمن بها قلب عامر بالإيمان تتمثل في إقرانه ذكر الله سبحانه وتعالى بكلمة "رب العزة والجلال" في مجمل أحاديثه وأقواله، لذلك لم يكن غريبا عليه أن يلغي لقب "صاحب الجلالة" الذي يطلق على الملوك، ويفضّل أن يلقب بـ "خادم الحرمين الشريفين" اعتقادا منه بأن الجلالة لله وحده عز وجلّ.

خادم الحرمين الشريفين والدعوة إلى الله:


(١) صحيفة عكاظ، العدد (١٢٨٥٥) كلمة بعنوان: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز كما أعرفه ص ٣