للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امتثالا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (١) وتطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة" (٢) وشخصية الإنسان المسلم جعلت لديه حفظه الله حساسية مرهفة للغاية ضد الظلم وإحساساً عميقاً بأهمية العدل والإنصاف ودورهما في إحقاق الحق ودرء الظلم هذا الإحساس وتلكم الحساسية المرهفة انتجتا تعاطفاً وتفاعلاً إيجابياً مع المظلومين وكراهية ونفوراً من الطغاة والظالمين ولذا كانت أسعد اللحظات لديه عندما يرفع ظلماً وقع على إنسان أو يحول دون وقوع ظلم كان وشيك الوقوع وهو بهذا يحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً فقال رجل: يارسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره" (٣)

وكذلك نجد شخصية الإنسان المسلم المتبع لتعاليم الدين في كل شؤون الحياة جليلها ودقيقها متجلية في حرصه - حفظه الله - على أن تتسم معالجته لكل أمر يعرض له بالشمولية التامة والحرص الشديد على تفاصيل وجزيئات الموضوع والمتابعة الدقيقة لكل مراحله، وكان هذا ولا يزال دأبه في تناول جميع القضايا على مختلف المستويات وتنوع المواضيع، ملتزماً في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" (٤) .


(١) سورة التوبة: الآية ١٨
(٢) متفق عليه: رواه البخاري في كتاب الصلاة ج ١ ص ٥٤٤ حديث رقم (٤٥٠) ، ومسلم في كتاب المساجد ١ ص ٣٧٨ حديث رقم (٥٣٣)
(٣) رواه مسلم في كتاب البر والصلة ج ٤ ص ١٩٩٨ حديث رقم (٢٥٨٤)
(٤) رواه البيهقي في شعب الإيمان ٤/٣٣٤ (٥٣١٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/٩٨ رواه أحمد ورجاله ثقات