للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خادم الحرمين الشريفين - كأسلافه - نمط فريد في الحكام في هذا العصر، فهو ملك دولة تطبق شرع الله، لم يتخذ أيا من الشعارات غير الإسلام منهاجا للحكم، قال حفظه الله مشيرا إلى الأساس الذي يبني عليه منهجه في الحكم: "إن عقيدة الإسلام هي أساس العدل، والعدل أساس الملك، والحكم بما أنزل الله مسؤولية وتكليف نتصدى لهما، وقلوبنا لربها واجفة خشية التقصير، وعقاب العلي الكبير" (١) .

وقال مبينا أسس إدارته لشؤون الحكم بروح الحاكم المسلم التقي: "إنني لأشعر بعظم المسؤولية وثقل الأمانة التي شاء الله سبحانه وتعالى أن أحملها راجيا منه جل وعلا أن يعينني على حملها، وإنني أعاهد الله ثم أعاهدكم بأن أكرس كل جهدي ووقتي من أجل العمل على راحتكم وتوفير الرخاء والأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز، وأن أكون أبا لصغيركم وأخا لكبيركم، فما أنا إلا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني ما يسركم" (٢) .

قال الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مشيرا إلى التوجه الإيماني لدى والده العظيم الملك فهد حفظه الله: "لعل أكثر ما يصور هذا التعبير ويعكس حقيقته اختياره حفظه الله للقب خادم الحرمين الشريفين بدلا من جلالة الملك، فهذا الاختيار بحد ذاته يعكس طبيعة فهد الإنسان المسلم ومشاعره الحقيقية، فعلاوة على ما يوحي به هذا اللقب من تواضع في الخلق هو سجية في الفهد لا يشوبه ضعف، ومن بساطة في النفس جبل عليها بإهاب العزة الإيمانية فإنه يعبر عن أهم ما يهتم به - حفظه الله - وهو خدمة هذا الدين وأهله من خلال خدمة الحرمين الشريفين والعناية البالغة بعمارتهما وجميع ما يتصل بهما، ومن خلال سعيه الدؤوب لعمارة المساجد وإنشاء المراكز الإسلامية في سائر أنحاء المعمورة


(١) ملك يبني أمة ص ١١
(٢) المرجع السابق ص ٣