إن الباحث حين يتناول نصاً من النصوص في أي جزء من أجزاء بحثه لا بد أن يأخذه ويحلله ويدرسه بعمق ودراية، هذا إن كان النص عادياً، فما بال الباحث وهو يحلل ويدرس نصاً لخطابات خادم الحرمين الشريفين، فإنه لا بد أن يعرف أن لتلك الخطابات وتلكم الكلمات وزناً في إرساء كيان الجامعة الإسلامية العلمي والدعوي، لذا فإن الباحث حين يقف أمام نصوص هذه الخطابات ليسأل الله تعالى أن يوفقه إلى تحليلها بحسب قصد قائلها ومراده منها.
ومن خلال الخطابات الموثقة في المبحث السابق من هذا الفصل ظهرت للباحث الأفكار والتوجيهات التربوية التي تضمنتها تلك الخطابات وهي كما يلي:
١- الارتباط بالله تعالى:
خلال حديثه لأعضاء المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية لم ينس خادم الحرمين الشريفين وهو القائد لهذه الدولة الإسلامية الأولى والحامي لدينها وتطبيق شرع الله تعالى فيها مع كل الأعباء المناطة به أن يذكّر أعضاء المجلس أن يربطوا جميع الأعمال التي يقومون بها بخالقهم العظيم، قال: وإني لأرجو من الله عز وجل أن يوفق القائمين على إدارة الجامعة بما يحب رب العزة والجلال. ومنهجه حفظه الله في ربط أعماله بالله تعالى ظاهر في سياسة الدولة الداخلية والخارجية. انظر نص خطاب الدورة العاشرة.
٢- طلب السداد والعون والتوفيق من الله تعالى:
ينبغي لكل مؤسس أو بان أو مسؤول أن يؤكد على طلب التوفيق والعون من الله تعالى لأنه هو القادر عليه وهذا ما جاء في نص الكلمة وأن يوفقنا لما فيه خير ديننا ثم دنيانا، وقوله حفظه الله: كما أرجو أن نوفق في جلستنا هذه لما فيه خير الإسلام والمسلمين. انظر نص خطاب الدورة الأولى.
٣- تحمل الأمانة:
فهو يؤكد لأعضاء المجلس أن يوفق في أداء الواجب وأداء الأمانة التي ألقيت على عاتقه في حمل مسؤولية هذا البلد. انظر نص خطاب الدورة الأولى.