وكأن خادم الحرمين الشريفين وضع نصب عينه سؤال الله تعالى له يوم القيامة عن تطبيق قوله تعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور} الحج/٢١. فأوجب على نفسه ودولته القيام بهذا الواجب لذا اهتمت الجامعة الإسلامية بتدريس العقيدة في جميع كلياتها ومعاهدها والدور التابعة لها.
٥- النصح للطلاب والسير على المنهج الصحيح:
النصح خلق محمود وخصوصاً من راعي وخادم العلم الأول خادم الحرمين الشريفين الذي كان أول وزير لوزارة المعارف عام ١٣٧٣هـ، وقد نص حفظه الله تعالى في خطابه في الدورة الخامسة عشرة: وأتمنى لطلبة هذه الجامعة التوفيق والنجاح، وأن يعودوا إلى بلادهم وهم يحملون الدعوة الإسلامية الصحيحة الخالية من الشوائب. وهذا فعلاً ما قام به الخريجون في بلادهم دون تعصب أو إرهاب بل دعوة الحق على منهج السلف الصالح، لا كما يدعيه أصحاب الأقلام الغربية المأجورة والذي ظهر بعد حادثة الهجوم على إمريكا في ١١ سبتمبر ٢٠٠١م.
هذه الجملة قالها من موقف مسؤولية الاهتمام بأبنائه الطلاب المسلمين، وهو عالم ببعدها لأنه حفظه الله يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"الأمير راعٍ ومسؤول عن رعيته". المسند: ٢/٥٤.
٦- الخلق مع العلماء:
الخلق صفة مستقرة في النفس - فطرية أو مكتسبة - ذات آثار في السلوك منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم: ونستطيع أن نقيس الخلق عن طريق قياس آثاره في سلوك الإنسان، فالصفة الخلقية المستقرة في النفس إذا كانت حميدة كانت آثارها حميدة، والعكس صحيح، وعلى قدر قيمة الخلق في النفس تكون آثاره في السلوك (١) .
(١) عبد الرحمن الميداني، الأخلاق الإسلامية وأسسها، ص ١٠.