للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وبعد أن نفى الله تعالى عن ذاته العليّة الولديّة أكّده – أي النفي- بتنزيهها عنه وعن كلّ ما لايليق بكماله وجلاله إذ قال: {سُبْحَانَهُ} ثمّ جاء بحجة تعدّ بمنزلة علّة لهذا التنزيه (١) وهي قوله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} . وقد تقدم في المبحث الأول الكلام عن هذه الحجة بما فيه الكفاية، والإتيان بها – ههنا - مع مافيها من عدّة التنزيه فإنّها تفيد –أيضاً- تبكيتاً للنصارى ببيان أنّ شأنه تعالى إذا قضى أمراً من الأمور أن يعلّق به إرادته فيكون حينئذ بلا تأخير؛ فمن هذا شأنه كيف يتوهّم أن يكون له ولد (٢) .

لطيفة:

ذكر صاحب أضواء البيان (٣) فائدة لطيفة في لفظ {مَا كَانَ} الدالّ على النفي من جهة المعنى.


(١) انظر: حاشية الجمل على الجلالين ج٣ ص٦٢.
(٢) انظر: تفسير أبي السعود ج٥ ص٢٦٥.
(٣) هو محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (١٣٢٥-١٣٩٣هـ) : ولد عند ماء يسمى (تنبه) من أعمال مديرية (كيفا) من القطر المسمى بشنقيط وهو دولة موريتانيا الإسلامية الآن. حفظ القرآن وعمره عشرسنوات، وطلب العلم على عدد من علماء بلده، خرج من بلاده لأداء الحج ومن ثمّ استقر في المدينة المنورة ودرّس بالمسجد النبوي الشريف وتلقى الناس عنه. له مؤلفات عدة أهمها: أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن، مذكرة الأصول على روضة الناظر، دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب. (انظر: ترجمة الشيخ عطية سالم له في أول كتاب أضواء البيان ١/٧-٦٤) .