للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- ثم إن طلب العلم مصدر الخير والسعادة في الدنيا والآخرة قال صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (١) وقال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم لرضى الله عنه، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافٍ" (٢) .

قال بدر الدين بن جماعة: "اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له، وتضع له أجنحتها، وإنه لينافس في دعاء الرجل الصالح أو من يظن صلاحه فكيف بدعاء الملائكة، وقد اختلف في معنى وضع أجنحتها، فقيل: التواضع له، وقيل: النزول عنده والحضور معه، وقيل: التوقير والتعظيم له" (٣) .

٣- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" (٤) .


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٧١) ، ومسلم في صحيحه (رقم ١٠٣٧) .
(٢) أخرجه أبو داود (رقم ٣٦٤١ و ٣٦٤٢) ، وابن ماجه (رقم ٢٢٣) ، والدارمي (١/٩٨) ، وابن عبد البر (ص ٣٧، ٣٨، ٣٩، ٤١) ، وأحمد في المسند (١٩٦٥) والحديث حسن بشواهده. انظر: الفتح (١/١٦٠) .
(٣) تذكرة السامع والمتكلم ص ٨.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ١٣/٥٠٢ (مع الفتح) برقم ٧٥٢٩. ومسلم في صحيحه برقم ٨١٥.