للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن القيم: "فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي لأحد أن يحسد أحداً يعني: حسد غبطة، ويتمنى مثل حاله من غير أن يتمنى زوال نعمة الله عنه إلا في واحدة من هاتين الخصلتين، وهي الإحسان إلى الناس بعلمه أو ماله، وما عدا هذين فلا ينبغي غبطته ولا تمني مثل حاله لقلة منفعة الناس به" (١) .

٤- وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا يا رسول الله: وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر" (٢) .

٥- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتقع به أو ولد صالح يدعو له" (٣) .

قال ابن القيم رحمه الله: "وهذا من أعظم الأدلة على شرف العلم وفضله وعظم ثمرته، وإن ثوابه يصل إلى الرجل بعد موته ما دام ينتفع به، فكأنه حي لم ينقطع علمه، مع ما له من حياة الذكر والثناء، فجريان أجره عليه إذا انقطع عن الناس ثواب أعمالهم حياة ثانية" (٤) .

المطلب الثّالث: أقول بعض العلماء


(١) مفتاح دار السعادة ١/٦٢.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/١٥٠، والترمذي في سننه كتاب الدعوات، باب ٨٣، ٥/٥٣٢ ح٣٥١٠. وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ١٦٣١.
(٤) مفتاح دار السعادة ١/١٧٥.