للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١- هذا الصحابي الجليل معاذ بن جبل - رضي الله عنه - يقول في فضل العلم: "تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يحسنه صدقة، وبذله لأهله قربة، به يُعرف الله ويُعبد، وبه يُوحد، وبه يُعرف الحلال من الحرام، وتوصل الأرحام، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والقريب عند الغرباء، ومنار سبيل الجنة، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وسادة يقتدى بهم، أدلة في الخير تقتص آثارهم، وترمق أفعالهم، وترغب الملائكة في خُلتهم وبأجنحتها تمسحهم، ويستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها، والعلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة للأبدان من الضعف يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى، التفكر فيه يُعدل بالصيام ومدارسته بالقيام، وهو إمام للعمل والعمل تابعه يُلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء (١) .

هذا الأثر معروف عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - الذي هو أعلم الناس بالحلال والحرام.

٢- وعن علي - رضي الله عنه - قال: "الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رَعَاعٌ أتباع كُل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال.

العلم يزكو على الإنفاق، والمال تنقصه النفقة.

العلم حاكم والمال محكوم عليه.

ومحبة العلم دين يدان بها.

العلم يكسب العالم طاعة في حياته، وجميل الأُحْدُوثَة بعد وفاته.


(١) أثر معاذ أخرجه ابن نعيم في الحلية ١/٢٣٩.
وقال ابن القيم: "رواه الخطيب وأبو نعيم وغيرهما عن معاذ بن جبل ورواه أبو نعيم في المعجم من حديث معاذ مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت وحسبه أن يصل إلى معاذ" انتهى. انظر: مفتاح دار السعادة ١/١٢٠.