للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ذللت طالباً فعززت مطلوباً" (١) ، وقال: "وجدت عامة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار إن كنت لأَقِيْل عند باب أحدهم ولو شئت أذن لي ولكن أبتغي بذلك طيب نفسه" (٢) ، وقال أبو إسحاق: "قال علي كلمات لو رحلتم المطي فيهن لأفنيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن: "لا يَرْجُوَنَّ عَبْدٌ إلا ربه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد: وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان" (٣) ، ومن كلام بعض العلماء: "لا ينال العلم مستحٍ ولا متكبر، هذا يمنعه حياؤه من التعلم وهذا يمنعه كبره" (٤) ، وإنما حمدت هذه الأخلاق في طلب العلم لأنها طريق إلى تحصيله فكانت من كمال الرجل ومفضية إلى كماله. ومن كلام الحسن: "من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس للجهل سرباله، فاقطعوا سرابيل الجهل عنكم بدفع الحياء في العلم، فإنه من رق وجهه رق علمه" (٥) ، وقال الخليل: "منزلة الجهل بين الحياء والأنفة" (٦) ومن كلام علي - رضي الله عنه -: "قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان" (٧) ، وقال إبراهيم للمنصور: "سل مسألة الحمقى واحفظ حفظ الأكياس" (٨) ، وكذلك سؤال الناس هو عيب ونقص في الرجل وذلة تنافي المروءة إلا في العلم فإنه عين كماله ومروءته وعزه كما قال بعض أهل العلم: "خير خصال الرجل السؤال عن العلم" (٩) ، وقال علي رضي الله عنه: "سلوني ... " فقام ابن الكواء فسأل عن


(١) جامع بيان العلم وفضله ١/٤٧٤ رقم٧٥٦.
(٢) أخرجه الدارمي في سننه ١/١٤١، وأبو خيثمة في "العلم" ١٣٣.
(٣) جامع بيان العلم وفضله ١/٣٨٣ رقم٥٤٧-٥٤٨.
(٤) مفتاح دار السعادة ١/١٦٨.
(٥) جامع بيان العلم وفضله ١/٣٨٣ رقم٥٥٠.
(٦) نفس المصدر ١/٣٨٤ رقم٥٥١.
(٧) نفس المصدر ١/٣٨٣ رقم٥٤٩.
(٨) نفس المصدر ١/٣٨٧ رقم٥٦٠.
(٩) مفتاح دار السعادة ١٦٨.