للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن تيمية: "أهل السنة في الإسلام، كأهل الإسلام في الملل، وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون، وإنما يُضلهم علماؤهم، فعلماؤهم شرارهم، والمسلمون على هدى، وإنما يتبين الهدى بعلمائهم، فعلماؤهم خيارهم. وكذلك أهل السنة أئمتهم خيار الأمة، وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب".

وقال بدر الدين بن جماعة: "واعلم أن جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء إنما هو في حق العلماء العاملين الأبرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم لا من طلبه بسوء نية أو خبث طوية أو لأغراض دنيوية من جاه أو مال أو مكاثرة في الاتباع والطلاب" (١) .

الخاتمة

ومن هذه النقول يتضح لك يا طالب العلم عظم المسؤولية الملقاة على عاتقك، فأنت تحمل ثلاث مسؤوليات:

المسؤولية الأولى: مسؤولية نفسك.

المسؤولية الثانية: مسؤولية هذا الدين الذي حملته وأصبحت أميناً عليه.

المسؤولية الثالثة: مسؤولية هذه الأمة التي من مسؤوليتك تعليمها وإرشادها، وألا تبخل عليها بالتوجيه والنصح.

ولا يخفى على طالب العلم أن ما عليه حال كثير من الناس اليوم من ضلال وانحراف هو سبب بعدهم عن شرع ربهم ومعلوم أن صلاح أحوال الناس مرهون بعودتهم إلى دينهم والتمسك بشرع ربهم.

وهذه حقيقة متقررة لا جدال فيها ولا مراء، وطلبة العلم هم حملة لواء الشريعة والأمناء على ميراث النبوة، وعندهم طب الناس ودواؤهم، فلو أنهم قاموا بواجبهم حق القيام لتغير - بإذن الله - حال الناس ولاستقامت أمورهم، ولأصلح الله من شأنهم.


(١) تذكرة السامع والمتكلم ص١٣.