للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن المتابعة بين الحج والعمرة يسبب الغنى، ويطرد الفقر، فقد جاء في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وغيره عند كل من الترمذي (١) ، والنسائي (٢) وابن ماجه (٣) (لكن عند هذا الأخير من حديث عمر - رضي الله عنه -) ، وأحمد (٤) ، أنه قال صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن مسعود، وفي الباب عن عمر وعامر بن ربيعة وأبي هريرة وعبد الله بن حبشي وأم سلمة، قلت: وهذا اللفظ للترمذي وأحمد في الموضع الأول، وعند النسائي قريبًا من هذا اللفظ، وعند ابن ماجه نحوه.

قال المباركفوري قوله: "ينفيان الفقر" يحتمل الفقر الظاهر بحصول غنى اليد، والفقر الباطن بحصول غنى القلب (٥) .

٣ - الزكاة وما يتبعها من صدقات وصلة أرحام:

أما الزكاة فقد جعلها - سبحانه وتعالى - طهرة للمال ولصاحبه وقيد النعمة بها على الأغنياء الموسرين فما زالت النعمة بالمال على من أدى زكاة ماله، فيحفظه الله عليه وينميه له، ويدفع عنه بها الآفات والمهلكات، ويجعلها سورًا عليه وحصنًا منيعًا وحارسًا أمينًا له.


(١) الجامع، كتاب الحج، باب ما جاء في ثواب الحج (٣/٥٣٨) .
(٢) السنن، كتاب الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة (٥/١١٥) .
(٣) السنن، كتاب المناسك، باب فضل الحج والعمرة (٢/٩٦٤) .
(٤) المسند (١/٣٨٧) ، (٣/٤٤٦) ، (٣/٤٤٧) .
(٥) تحفة الأحوذي (٣/٥٣٩) .