للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما جاء عند البخاري (١) ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن".

كما أرشد صلى الله عليه وسلم الآكل إلى لعق أصابعه والصحفة قائلاً: "إنكم لا تدرون في أيه البركة" (٢) . كما أرشد إلى الأكل من أسفل أو حوالي الصحفة لا من أعلاها أو ذروتها فقال: "إن البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" عند أبي داود (٣) ، والترمذي (٤) ، وعند أبي داود لفظ: "كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يُبَارِكْ فيها". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

قلت: والمراد هنا البدء بالجوانب أولاً قبل الذروة لا النهي عن الأكل من الذروة أو الوسط مطلقا، وقد ورد لعق الأصابع والصحفة آنفا.

كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "تسحَّروا فإن في السحور بركة" عند البخاري (٥) . قال ابن حجر: "إن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب.." (٦) وذكر أن ابن دقيق العيد أشار إلى أن البركة تعود إلى أمور دينية، وأمور دنيوية.

ومما يؤيد أيضا أن اتباع الشرع فيما جاء عنه صلى الله عليه وسلم يحصل به البركة أن الحافظ ابن حجر قال عند الكلام على حديث كيل الطعام المتقدم في السبب التاسع قال: "فالبركة تحصل فيه بالكيل لامتثال أمر الشارع، وإذا لم يمتثل الأمر فيه بالاكتيال نزعت منه لشؤم العصيان" (٧) .


(١) ... الصحيح، كتاب بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم (٦/٣٥٠) .
(٢) ... صحيح مسلم، كتاب الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع (٣/١٦٠٦) .
(٣) ... السنن، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصحفة (٣/٣٤٨-٣٤٩) .
(٤) ... الجامع، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام (٥/٥٢٤) .
(٥) ... الصحيح، كتاب الصوم، باب بركة السحور (٤/١٣٩) .
(٦) ... فتح الباري (٤/١٤٠) .
(٧) ... فتح الباري (٤/٣٦٤) .