للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تقدم في آخر المطلب الثامن أن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - عندما أخذ بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يسأل أحدًا بعده ولم يقبل العطاء ولا نصيبه من أبي بكر ولا من عمر بعده - رضي الله عنهما -. بارك الله لحكيم بهذه النية في اتباع السنة النبوية، وعوضه خيرًا فمات وإنه لمن أكثر قريش مالاً، والله أعلم.

تنبيه

لئن اقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون الكلام في أكثره منصبا على الأسباب الجالبة للبركة في الرزق في حياة الإنسان المعيشية الدنيوية، فليس معناه أن هذه البركة لا تنسحب بتلك الأسباب على البركة في حياته الأخروية فتحصل له البركة في الأعمال الصالحة ومضاعفة الأجر فيها بل إن الأجر والثواب الأخروي حاصل بتلك الأسباب أو أكثرها من باب أولى، إذ لا يمكن تصور حصول البركة في الرزق وازدياد المال بتلك الأسباب الجالبة لذلك من غير حصول البركة في ثواب تلك الأعمال.

ومن خلال استقراء ما جاء في البحث من نصوص حول البركة في الرزق وأسبابها، يلحظ أن البركة في الأجر ومضاعفة الحسنات داخل في ذلك دخولاً أوليًا، وكثيرًا ما نبه العلماء على هذه البركة. وزيادة على ما مر في هذا البحث من ذكر للأجر الأخروي ومضاعفته فهناك نصوص كثيرة ناطقة بذلك صراحة منها قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (١) .


(١) ... سورة البقرة: الآية رقم (٢٦١) .