ومما أخرجه ابن سيد الناس بسنده من طريق أبي عمرو بن طارق قال: "سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: "لما أسرنا رسول الله صلى الله عيه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته وأنشأت أقول:
فإنك المرء نرجوه وننتظر أمنن علينا رسول الله في كرم
مشتت شملها في دهرها غير أمنن على بيضة قد عاقها قدر
على قلوبهمُ الغمّاد والغمر أبقت لنا الدهر هتافاً على حزن
يا أرجح الناس حلماً حين يُختبر إن لم تداركهمُ نعماء تنشرها
إذ فوك تملؤها من مخضها الدّرر أمنن على نسوة كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها
واستبق منا فإنا معشر زهر لا تجعلنا كمن شالت نعامته
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر إنّا لنشكر للنعماء إذ كفرت
من أمهاتك إن العفو مشتهر فألبس العفو من قد كنت ترضعه
عند الهياج إذا ما استوقد الشرر يا خير من مرجت كمت الجياد به
هذي البرية إذ تعفو وتنتصر إنا نؤمل عفواً منك تلبسه
يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر فاعفو عفا الله عما أنت راهبه
قال فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: "ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"، وقالت قريش: "ما كان لنا فهو لله ولرسوله". وقالت الأنصار: "ما كان لنا فهو لله ولرسوله". قال الطبراني:"لا يروى عن زهير بن صرد بهذا التمام إلا بهذا الإسناد تفرد به عبيد الله بن رماحس" [٦] .
قلت: وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد [٧] عن عبد الله بن عمرو وقال: "رواه الطبراني وفيه ابن اسحق مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات..". وذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه عن ابن اسحق قال: "حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفي رواية يونس بن بكير عنه.."
نظراته صلى الله عليه وسلم في الشعر ونقده له: