للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حج فلما كان بضَجْنان قال: "لا إله إلا الله العلي العظيم المعطي من شاء ما شاء، كنت في هذا الوادي في مدرعة صوف أرعى إبل الخطاب وكان فظاً يتعبني إذا عملت ويضربني إذا قصرت وقد أمسيت الليلة ليس بيني وبين الله أحد"ثم تمثل:

لا شيء مما ترى يبقى بشاشته ... الأبيات.

وذكر الألوسي في كتابه بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب [١٦] هذه الأبيات لورقة ابن نوفل وأنه مر ببلال وهو يعذَّب ويقول: "أحد أحد" فوقف عليه وقال: "أحد أحد والله يا بلال"ونهاهم عنه فلم ينتهوا. فقال والله لئن قتلتموه لأتخذن قبره حناناً وقال:

أنا النذير فلا يغرركموا أحد

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم

إلى آخر الأبيات المذكورة.. وقد ذكر ابن هشام وقوف ورقة على بلال ونهيه لهم عن تعذيبه ولم يذكر أنه قال هذه الأبيات حينئذ فلا أدري من أين أخذ ذلك الألوسي رحمه الله [١٧] !

ونسبوا إليه أيضاً أنه قال:

على كل دين قبل ذلك حائد

ألم ترى أن الله أظهر دينه

تداعَوْا إلى أمر من الغي فاسد

وأمكنه من أهل مكة بعدما

مسوقة بين الزبير وخالد

غداة أجال الخيل في عرصاتها

وأمسى عداه من قتيل وشارد

فأمسى رسول الله قد عز نصره

ذكر ذلك صاحب زهر الآداب وذكره ابن رشيق في العمدة ومن العجب أن يزعم في زهر الآداب أن عمر قال هذه الأبيات يوم فتح مكة..