أما حزنت من الأقوام إذا حسدوا
أمينة الجيب لم تعلم لها خضعا
لما رميت حَصاناً غير مقرفة
في سيِّء القول من لفظ الخنا شرعا
فيمن رماها وكنتم معشراً إفكا
وبين عوف وبين الله ما صنعا
فأنزل الله وحياً في براءتها
شر الجزاء إذا ألفيته هجعا
فإن أعش أجز عوفاً من مقالته
ومن العجب أن تكون هذه الأبيات حسب زعم ابن اسحق في قصة الإفك التي تورط فيها مسطح وتكون عائشة موضع القصيدة ثم تخفى عليها..
لا أظن أن كل هذا يقوى على مقاومة ما صح عنها وقد حكمت به حكماً صارماً يدل على يقينها في هذا الأمر: "كذب من أخبركم أنّ أبا بكر قال بيت شعر في الإسلام" ...
أما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنسبوا إليه أبياتاً منها:
يبقى الإله ويفنى المال والولد
لاشيء مما ترى تبقى بشاشته
والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه
والجن والإنس فيما بينها ترد
ولا سليمان إذ تجري الرياح له
لا بدّ من ورده يوماً كما وردو
حوض هنالك مورود بلا كذب
ذكر ذلك ابن رشيق وإنما هي لورقة بن نوفل نسبها إليه صاحب الأغاني وذكر قبلها هذه الأبيات [١٤] :
أنا النذير فلا يغرركموا أحد
لقد نصحت لأقوام وقلت لهم
فإن دعوكم فقولوا بيننا جدد
لا تعبُدُنّ إلهاً غير خالقكم
وقبل قد سبّح الجودي والجمد
سبحان ذي العرش سبحاناً نعوذ به
لا ينبغي أن يناوي ملكه أحد
مسخَّر كل ما تحت السماء له
وقد ذكرها صاحب زهر الآداب فقال [١٥] :