للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

... قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (١) فالحسنى الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم، فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، كما روى مسلم في صحيحه عن صهيب، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة" (٢) . ورواه غيره بأسانيد متعددة وألفاظ أُخر، معناها أن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل (٣)


(١) سورة يونس، الآية: ٢٦.
(٢) صحيح مسلم الحديث رقم (١٨١) ، وقوله: "وهي الزيادة" لم أقف عليها في صحيح مسلم المطبوع، وقد نسبها إليه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/٤٥٥) ، وابن كثير في تفسيره (٤/٢٢٩) . فلعلهما فهما ذلك من إيراد الإمام مسلم للآية على إثر هذا الحديث. إلا أن ابن أبي عاصم قد أخرج الحديث في كتاب السنة برقم (٤٧٢) من رواية صهيب مرفوعاً وفيه "فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة". وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: إسناده صحيح على شرط مسلم. انظر ظلال الجنة في تخريج السنة (١/٢٠٦) .
(٣) ممن رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة برقم (٤٧٢) ، وصححه الشيخ الألباني كما تقدم ورواه أيضاً اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/٤٥٦، ٤٥٧) مرفوعاً من رواية أنس، وأُبي بن كعب، وكعب بن عجرة، وأبي موسى الأشعري بألفاظ تفيد ما ذكر المؤلف. إلا أن أسانيد اللالكائي لا تخلو من ضعف. وأخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٥/٦٨، ٦٩) مرفوعاً من رواية كعب بن عجرة، وأُبي بسندين فيهما ضعف. وانظر الدر المنثور (٣/٣٠٥) تجده قد ذكر من أخرج هذا التفسير مرفوعاً.